في عالم يسعى فيه الإعلام إلى أن يكون صوت المسؤولية وشريك التنمية المستدامة، تبرز مؤسسة “البلاد” الإعلامية رمزا حيا لقوة الإعلام الواعي، الإعلام الذي لا يكتفي بالكلمة، بل يحوّلها إلى فعل ملموس. هنا وفي قلب هذه المبادرة، تتجلّى قيمة العطاء حين يلتقي الفكر بالعمل، وحين يلتزم الإنسان بأن يكون جزءًا من التغيير ويترك أثره في محيطه.
وفي هذا المشهد تتألق القصص، ممن لمسوا قوة المبادرة عن قرب، وأصبحوا شعلة تضيء الطريق للآخرين، ونورًا يتسع مع كل خطوة من خطوات العطاء.
طموح وشغف
وقف الشاب محمود القلاف، وعيناه تلمعان بالطموح والشغف، وقال بصوت هادئ لكنه مليء باليقين “صحيح، مؤسسة البلاد الإعلامية كان لها دور كبير في حياتي، عندما أتيحت لي فرصة الانضمام إلى فريق المصورين، لم تكن مجرد فرصة عمل، بل كانت ثقة صادقة بقدراتي، شعورا جعلني أؤمن بأنني فرد منتج، مسهم في العطاء، وعضو فعال في مجتمع يسعى للتغيير. والمسؤولية الاجتماعية، كما أرى، ليست مهمة الشركات وحدها؛ بل تبدأ من البيت، ومن الصغر، من كل فعل صغير نقوم به يوميًا”.
ابتسم الشاب محمود القلاف برفق، وأشار إلى رقية أشكناني قائلا “والآن، أترك المجال إلى رقية لتشاركنا رؤيتها، من عالم الطفولة، حيث تتشكل القيم الأساسية في كل واحد منا”.
محاربة لوكيميا
بدورها رقت رقية أشكناني بابتسامة تحمل البراءة والحكمة معًا، وعيناها تتلألآن بأمل لا ينطفئ، وقالت “كلامك صحيح يا محمود، منذ صغري تعلمت أن أفكر بالآخرين، أن أشارك، أن أمد يد العون، سواء بمساعدة صديقتي، أو بالحفاظ على نظافة المكان، أو بزراعة شجرة خضراء تبقى للجميع، حيث كل فعل صغير، كما تقول لي أمي، يكبر معنا، ومع مرور الوقت نصبح قادرين على التغيير، على البناء، وعلى صناعة مجتمع أفضل”.
وأضافت رقية “أنا مؤمنة بأن جيلي إذا تعلم معنى المسؤولية الاجتماعية، سيكبر أقوى، وسيجعل الحياة أجمل لنا وللأجيال القادمة، أنا رقية محاربة لوكيميا”.
كانت كلماتها تتدفق بعزم، كلوحة مرسومة بخطوط من الأمل والإصرار، وبين محمود ورقية، وبين مؤسسة “البلاد” الإعلامية، تتجلى الحقيقة العميقة، حيث المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد شعار، بل فعل حي يبدأ منذ الطفولة، ويستمر أثره مدى الحياة. إنها بذرة صغيرة، تنمو مع كل فعل طيب، فتزدهر المجتمعات، وتكبر الأجيال على قيم العطاء والتعاون، لتترك بصمة لا تمحى، ونورًا يستمر في إلهام الآخرين.
